الأحد، 12 فبراير 2017

قصة ((عاصفة)) للكاتب المتميز الأستاذ / مصطفى الشحود....يتناولها بالنقد الكاتب الرائع الأستاذ/ أيمن دراوشة







((عاصفة)) 
 باغتني صمتها، حاصرتني الأوهام لتطبق على جسدي،رياح قوية كأنّها مرسلة لاقتلاعي من جذوري، أما هي فساكنة رابضة.
اشتدَّتِ العاصفة،تخلّتْ عنّي ثيابي، سبحتْ في الفضاء،التحفتْ بضع نجماتٍ ساهرة،كاد جلدي يخلعني.
اقتربتُ منها،أمسكتُ بها،ضممتها،تساقطتْ أوراقها لتلبسني.
 مصطفى الشحود/ سورية
تكتسب هذه القصة القصيرة تمايزها الفني ، ونوعها الأدبي ، من جذورها المتشعبة ، وطول فروعها المتعددة ، وللقصة كونها الخاص بها ، ولها إنجازها الذي تحققه.
 وأعتقد أن القصة تنتمي لأدب الحروب على الرغم ان الكاتب لم يذكر ولا كلمة تشير إلى حرب أو قتل بشكل صريح ، وهذا الترميز المستخدم في العنوان (العاصفة) وكذلك (الساكنة الرابضة) ، وهي بقدرتها على الاتكاء الترميزي تمتلك إمكانات متعددة ، تتصل بالأرض والإرهاب والفرد الممحوق (الشعب) ، إنها استنطاق للحياة السرية المختبئة في ذات الذات.
 العاصفة التي هي ربما الإرهاب والحروب ، أما الساكنة الرابضة فهي الأرض والمكان ، ولهذا فللقصة جمالية خاصة بحيث تدفع إلى إعداد الوعي لدى القارئ ، ويعمد إلى افساح مجال الرؤية الفكرية ، خاصة إذا كانت شخوص القصة في دائرة المغزى القصصي.
 هدف سامٍ أراد الكاتب إيصاله ، وهو أنَّ الأرض (الوطن) هي الحضن وهي القوة التي لن تتخلى عن ابنها مهما اشتدت العواصف ، ومهما حاولت تلك العواصف من ان تجردنا حتى من ثيابنا.
 لقد لهثت اللغة في اندفاع خاطف بالجمل والعبارات وفاعلية الكلمة وليس بفخامة صوتها مما يجعل منها قصة قصيرة ناجحة بامتياز.
أيمن دراوشة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق